للصلاة طعم آخر

الله نبدأ باسمِه الرحمنِ ** إياهُ نسألُ خلداً بالجنانِ
ثم الصلاةُ والسلامُ عدد خلقِه ** علي حبيبه الرسولِ خيرِ خلقِه
وبعدُ هذا النظمُ للأحبابْ ** لمن أرادَ خشوعاً لا اضطرابْ
وأراد قرةَ عينٍ في الصلاةْ ** إليك ذي نصائحُ منتقاةْ

ابدأ بترك الشبهة في الطعامِ ** لا تأكلنَّ أبداً من حرامِ
واحفظ أخي العينين من نظر النساءِ ** ثم احفظ العينين من نظر النساءِ
وابعدْ عن المعاصي والآثامِ ** متبعاً سنن خيرِ الأنامِ
فذاك الرانُ سوادٌ بالقلوبِ ** عند ارتكابِ المنكرِ والذنوبِ
وللأفعالِ التي عليها تنوحْ ** عليك بسرعةِ التوبِ النصوحْ
واحفظ لسانك عن كل الحرامِ ** من غيبةٍ نميمةٍ وذي الآثامِ
ثم ابتعد عن كلِّ ظلمٍ تظلِمُه ** واحذر أخي دعاءَ من لا تُكرِمُه
ولا تصلِّ بحضرةِ الطعامِ ** فذاك سوف يُنقِصُ بالتمامِ
ولا وأنت الأخْبَثَين تدافعُ ** فذاك أخي للاضطرابِ دافعُ

فاللهُ أكبرُ يا أخي الحبيبْ ** من كلِّ كلِّ بعيدٍ أو قريبْ
فإسباغُ الوضوءِ علي المكاره ** ذلك كفارةُ ما أنت كاره
وقبل شروعِ قلبِكَ في الصلاةِ ** فعليكَ طردُ الدنيا والحياةِ
واشعر وقوفَك بينَ يديِّ ربِّك ** فصُف قلبَك قبل صَفِّ رجلِك
فعلي اليمينِ أبْصِر جناتِ العلا ** وعن الشمالِ ناراً تحرقُ الدُنا
ووقوفُكَ الصراطِ حتمٌ لازمٌ ** فهل خشوعُك الشيطانَ هازمٌ
وفي صلاتِكَ الموتَ تذكرْ ** لِتُحسِنَ الخضوعَ والتفكرْ
أي في الصلاةِ صلِّ كالمودِّعْ ** فلا تدري لِعُمرِك هل سيُتْبَعْ
ثم استعِذ بالله من الشيطانْ ** فلِكَيدُهُ ضَعفٌ لِمن استَعَانْ
وابدأ بفاتحةِ الكتابِ مرتلاً ** اقرأ أخي متمهلاً متدبراً
واذكر كلامَ اللهِ جلَّ جَلالُهُ ** جعل الصلاةَ بينَك وبينَهُ
أمّا عن السورِ التي هي بعدُها ** فاعرِف لها تفسيرَها وفضلَها
وفي صلاتِك أحْسِنِ الترتيلا ** ولا تجعل للانشغالِ سبيلا
وعليك بالتنويعِ في الآياتْ ** فلا يضيعُ منك ذا الإخباتْ
ثم الطمأنينةُ أخي في الصلاةْ ** لأجلِ رضاء المولي جلَّ عُلاه
فأتِمَّها بركوعِها وسجودِ ** فذلك أمرُ ربِّك المعبودِ
إياكَ أخي والنقر كالديوكْ ** أفالطعامُ أهمُ أن تلوك؟
واعلم بأن اللهَ إليك ناظرُ ** أَوَتلتفت واللهُ هو الناظرُ؟
فنظرةُ العينين موضعُ السجودِ ** فاحفظها في القيامِ للحميدِ
والذلُّ! ذل نفسَك للرحمنِ ** إياكَ والتكبر أي آنِ
فاركع بقلبِك قبل ركوعِ ظهرِك ** اخضع أخي لله،هو من خلقك
وبعدُ فالسجودُ بالقلوبِ ** هذا أخي لتساقطِ الذنوبِ
واعلم بأنك أقربُ ما تكون ** في سجودِك للواحدِ القَيُّومْ

تذكر كلَّ ذلك يا أُخَيَّ ** من أجلِ إحسانِ الصلاةِ هيّا
وعليك أن تراجعَ الأجورَ ** فذي تجارةٌ لا لن تبورَ
احفظها ثم عُدْ وعُدْ ودَاوِمْ ** عليها من أجلِ الخشوعِ الدائمِ
واعلم بأنَّ خشوعَك الصلاةْ ** سببٌ إلي الفردوسِ بإذنِ الله
وهذا العهدُ بأنَّ اللهَ يغفرْ ** لك الذنوبَ هيا أخي فَلتَشعُرْ
أجرُ الصلاةِ علي قدرِ الخشوعِ ** فاخضع أخي للهِ كلَّ خضوعِ
إياك أن تنسَ نداءَ الله ** من "حي علي الفلاحِ" و"الصلاهْ"

وبعدُ فالختامُ هو النهايةْ ** فاجعلها يا حبيبيَ البدايةْ
وكلُّ ذلك من توفيقِ ربِّي ** إياهُ أسألُ غُفراناً للذنبِ
وقد كانت هذي نُقَطاً قليلةْ ** من حكمٍ ومواعظَ طويلةْ
واللهَ نسأَلُهُ حُسنَ القَبُولْ ** في عمَلِنا وكلِّ ما نقولْ
ثم الصلاةُ دوماً والسلامْ ** علي محمدٍ خيرِ الأنامْ
والحمدُ لله الربِّ التوابِ ** الحمدُ لله الملكِ الوهّابِ

اخيتي الغالية تبارك

بوركتي و جزاك الله خير جزاء

لاحرمنا نسماتك الايمانية

واسال الله ان يوفقك و يسدد خطاكي

رعاكي الله و حفظك من كل سوء

اختك جيلي